هل يأتي الاسم المستثنى بعد أداة الاستثناء
نعم الاسم المستثنى يأتي بعد أداة الاستثناء . ومن الجدير بالذكر أن (أداة الاستثناء والمستثنى والمستثنى منه) معًا يُكونون أسلوب الاستثناء، وهو من الأساليب التي يتم دراستها في النحو العربي، وهو أن يتم ذكر شيء ما مع استثناء جزء أو شيء منه، ومن الأمثلة عليه:
حضر الطلاب إلا محمدًا.
قوله عز وجل: {فشربوا منه إلا قليلًا منهم} (سورة البقرة: 249)
قوله تعالى: {ما لهم به من علم إلا اتباعً الظن} (سورة النساء: 157).
قوله عز وجل: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} (سورة البقرة – الآية 275).
طارت العصافير إلا عصفورًا.
ما نجح إلا المجتهدون.
أحب الفاكهة، إلا التفاحَ.
ركب كل المسافرين، ماعدا مسافرًا.
أفضل الألوان غيرَ الأحمرِ.
الاسم الواقع بعد أداة الاستثناء يسمى
إن الاسم الواقع بعد أداة الاستثناء يسمى مستثنى . إذ أن أسلوب الاستثناء يتكون من (مستثنى منه + أداة استثناء + مستثنى)، ويكون إعرابه مستثنى منصوب، وعلامة النصب تختلف تبعًا لنوع الكلمة، ومن الجدير بالذكر أن الاستثناء بالأداة (إلا) له ثلاث صور، فيكون:
تام مثبت.
تام منفى.
ناقص منفي.
الاسم الواقع بعد غير وسوى يكون
إن الاسم الواقع بعد غير وسوى يكون مضافًا إليه، ويُكون مجرورًا، أما (غير وسوى) فيأخذان حكم الاسم الذي يقع بعد إلا، والاسم الذي بعدهما دائمًا يُجر بالإضافة، ففي الاستثناء التام المثبت نقول: (جاء القومُ غيرَ زين)، وهنا يتم إعراب غير: مستثنى منصوب، أما زين فتعرب مضاف إليه، وبنفس النمط إذا قلنا (جاء القوم سوى زين)، فيتم إعراب سوى: مستثنى منصوب بفتحة مقدرة، أما زين يُعرب مضاف إليه.
وفي حالة الاستثناء التام المنفي أي غير الموجب نقول: (ما جاء القوم غيرُ زين أو غيرَ زين).
وفي الاستثناء الناقص المنفي أي غير الموجب نقول: (ما جاء غيرُ زين)، أي أن إعراب غيرُ فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وكذلك تقول مع سوى.
أسلوب الاستثناء
إن الاستثناء يكون بالأداة إلا أو بإحدى أخواتها، ومعناه: «إخراجُ ما كان داخلًا لولا الاستثناء»، وتتمثل أدوات الاستثناء في:
إلا.
غير.
سوى.
خلا.
عدا.
حاشا.
أما (إلا) فهي حرف، وهي الأصل في الاستثناء، ولكن (غير وسوى) اسمان، أما (خلا وعدا) إذا سبقهما الحرف (ما)، فيكونان من الأفعال الماضية، أما إذا لم يسبقهما الحرف (ما)، فإما تكونان من ضمن الأفعال، وإما تكونان من ضمن حروف الجر، وأيضًا (حاشا) بدون أن تقترن بـ ما.
وأسلوب الاستثناء إما يكون:
تام، وهو ما يتم ذكر المستثنى منه فيه، أو أن يكون ناقصًا، أي عكس التام، والمستثنى منه غير موجود فيه.
وقد يكون موجبًا أي مثبت وهو إذ لم يسبق بنفي أو نهي أو استفهام إنكاري، أو غير موجب أي منفى.
والبحث في حكم المستثنى يتضمن:
الاستثناء بإلا.
الاستثناء بغير وسوى.
الاستثناء بخلا وعدا وحاشا.
حالات الاستثناء بإلا
إن حالات الاستثناء بـ (إلا) ثلاث حالات، وتتمثل في التالي:
يُنصب المستثنى في حال كان الكلام تامًا موجبًا، متصلًا مثل قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ﴾ [البقرة: 249]، أو منقطعًا مثل قوله عز وجل: ﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ﴾ [ سورة الحجر: 30، 31].
يجوز أن يُنصب المستثنى أو إعرابه بدل بعض من كل تابع للمستثنى منه، وهذا إذا كان الكلام تامًا منفيًا أي غير موجب، مثل: ما حضر القومُ إلا محمدًا أو محمدٌ، ومنه ما جاء في قوله عز وجل: ﴿مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ﴾ [النساء: 66]، فيُمكن قراءتها بالنصب أو بالرفع.
يُعرب المستثنى تبعًا للمحل الإعرابي في حال كان الكلام ناقصًا منفيًا أي غير موجب أي لا نعتبر أن هناك استثناء، وهو ما يتم تسميته بالاستثناء المفرغ، أي يقوم بإكمال النقص، فنقول: ما حضر إلا زينٌ، فزين هنا فاعل، ما شاهدت إلا زينًا، أي أن ما بعد إلا يُعرب مفعول به، وقول: ما محمد إلا رسول، فما بعد إلا يُعرب خبر للمبتدأ، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ﴾ [آل عمران: 144]، إذ أن إلا هنا أداة حصر ملغاة.
الاستثناء بـ (خلا وعدا وحاشا)
إذا كانت أداة الاستثناء خلا وعدا وسبقتهما (ما) المصدرية، فيتم اعتبارهما فعلين والفاعل مستتر، وما بعدهما مفعول به، فنقول: جاء القومُ ما عدا زيدًا أو ما خلا زيدًا، وفي حال لم تسبقهما (ما)، يجوز أن يكونا فعلين كما لو سبقتهما (ما)، ويجوز أن يكونا حرفي جر وما بعدهما اسم مجرور بهما، ولكن حاشا لا يأتي قبلها (ما)، وتكون إما فعلًا فاعله مستتر أو حرف جر والاسم بعدها اسم مجرور بها. [1]
أمثلة على الاستثناء من القرآن الكريم مع الإعراب
لقد جاء في القرآن الكريم العديد من الأمثلة على أسلوب الاستثناء، وفي التالي البعض منها:
قوله تعالى {مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} [سورة آل عمران – الآية 28]، المصدر المؤول أن تتقوا في محل نصب مستثنى.
قوله تعالى {وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ} [سورة آل عمران – الآية 62]، الله بدل مرفوع.
{ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إلا امرأتك} (سورة هود – الآية 81)، امرأتك مستثنى منصوب.
{وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [سورة آل عمران – الآية 69] إلا: أداة حصر واستثناء، أنفسهم: مفعول به منصوب.
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}، إلا: أداة حصر واستثناء، إبليس: مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
{قُلْ يَٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍۢ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ} [سورة آل عمران – الآية 64]، إلا: أداة حصر واستثناء، الله :مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
{ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا} [سورة البقرة – الآية 235]، إلا: أداة حصر واستثناء، وأن حرف مصدري، تقولوا : فعل مضارع منصوب بأن والمصدر المؤول (أن تقولوا) في محل نصب مستثنى.
{كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِىٓ إِسْرَٰٓاءِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَٰٓاءِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ} [آل عمران – الآية 93]، إلا: أداة حصر واستثناء، ما: اسم موصول في محل نصب مستثنى.
شواهد قرآنية على أسلوب الاستثناء
إن أسلوب الاستثناء من الأساليب التي ذُكرت بكثرة في القرآن الكريم، وفي التالي بعض الشواهد القرآنية على أسلوب الاستثناء:
{وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [سورة النساء – الآية 19].
{ولا أخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إلّا أنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئًا} [سورة الأنعام – الآية 80].
{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [سورة الإسراء – الآية 33].
{إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ} [سورة التوبة – الآية 4].
{وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [سورة هود – الآية 118].